التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٠٧
أن فرعون قد أخذه فحزنت وبكت كما قال الله وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدى به قال كادت أن تخبر بخبره أو تموت ثم حفظت نفسها فكانت كما قال الله لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين ثم قالت لأخته قصيه أي اتبعيه فجاءت أخته إليه فبصرت به عن جنب أي عن بعد وهم لا يشعرون فلما لم يقبل موسى بأخذ ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا فقالت أخته فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فقال نعم فجاءت بأمه فلما أخذته بحجرها وألقته ثديها التقمه وشرب ففرح فرعون وأهله وأكرموا أمه فقال لها ربيه لنا فإنا نفعل بك ونفعل وسأله الراوي فكم مكث موسى عليه السلام غائبا عن أمه حتى رده الله عليها قال ثلاثة أيام وقتلت نفسا نفس القبطي الذي استغاثه عليه الإسرائيلي كما تأتي قصته في سورة القصص إن شاء الله تعالى فنجيناك من الغم غم قتله خوفا من عقاب الله واقتصاص فرعون بالمغفرة والأمر بالهجرة إلى مدين وفتنك فتونا وابتليناك ابتلاءا أو أنواعا من الابتلاء فتنة بعد فتنة وذلك أنه ولد في عام كان يقتل فيه الولدان وألقته أمه في البحر وهم فرعون بقتله ونال في سفره ما نال من الهجرة عن الوطن ومفارقة الآلاف والمشي راجلا على حذر وفقد الزاد وأجر نفسه عشر سنين إلى غير ذلك فلبثت سنين في أهل مدين لبثت فيهم عشر سنين ومدين على ثماني مراحل من مصر ثم جئت على قدر قيل أي على مقدار من الزمان يوحى فيه إلى الأنبياء وهو رأس أربعين سنة.
وقيل معناه سبق في قدري وقضائي أن أكلمك في وقت بعينه فجئت على ذلك القدر يا موسى قيل كرره عقيب ما هو غاية الحكاية للتنبيه على ذلك.
(41) واصطنعتك لنفسي واتخذتك صنيعتي وخالصتي واصطفيتك لمحبتي ورسالتي وكلامي.
(42) اذهب أنت وأخوك بآياتي بمعجزاتي ولا تنيا ولا تفترا ولا تقصرا في ذكري لا تنسياني حيثما تقلبتما وقيل في تبليغ ذكري والدعاء إلي.
(43) اذهبا إلى فرعون إنه طغى.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست