التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٠٩
(49) قال فمن ربكما يا موسى أي بعد ما أتياه وقالا له ما امرا به وإنما خاطب الاثنين وخص موسى بالنداء لأنه الأصل وهارون وزيره وتابعه أو حمله خبثه على استدعاء كلام موسى دون كلام أخيه لما عرف من فصاحة هارون.
(50) قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه صورته وشكله الذي يوافق المنفعة المنوطة ثم هدى عرفه كيف يرتفق بما أعطى.
في الكافي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال ليس شئ من خلق الله إلا وهو يعرف من شكله الذكر من الأنثى سئل ما معنى ثم هدى قال هدى للنكاح والسفاح من شكله قيل وهو جواب في غاية البلاغة لاختصاره وإعرابه عن الموجودات بأسرها على مراتبها ودلالته على أن الغني القادر بالذات المنعم على الإطلاق هو الله تعالى وأن جميع ما عداه مفتقر إليه وعليه في ذاته وصفاته وأفعاله لذلك بهت الذي كفر فلم ير إلا صرف الكلام عنه عليه السلام.
(51) قال فما بال القرون الأولى فما حالهم من بعد موتهم من السعادة والشقاوة.
(52) قال علمها عند ربي يعني أنه غيب لا يعلمه إلا الله وإنما أنا عبد مثلك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به في كتاب مثبت في اللوح المحفوظ لا يضل ربى ولا ينسى الضلال أن يخطئ الشئ في مكانه فلم يهتد إليه والنسيان أن يذهب بحيث لا يخطر بالبال.
(53) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وحصل لكم فيها سبلا بين الجبال والأودية والبراري تسلكونها من أرض إلى أرض لتبلغوا منافعها وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به التفاوت من الغيبة إلى التكلم وله نظائر كثيرة في القرآن أزواجا أصنافا من نبات شتى.
(54) كلوا وارعوا أنعامكم على إرادة القول إن في ذلك لايات لأولي النهى لذوي العقول الناهية عن اتباع الباطل وارتكاب القبايح جمع نهية.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست