التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٠٢
وفي الإكمال عن الحجة القائم عليه السلام في حديث قيل له أخبرني يا بن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى عليه السلام فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس فإن فقهاء الفريقين يزعمون إنها كانت من إهاب الميتة قال صلوات الله عليه من قال ذلك فقد افترى على موسى عليه السلام واستجهله في نبوته لأنه ما خلا الأمر فيها من خصلتين إما أن تكون صلاة موسى عليه السلام فيها جائزة أو غير جائزة فإن كانت صلاته جائزة جاز له لبسها في تلك البقعة إذا لم تكن مقدسة وإن كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلاة وإن كانت صلاته غير جائزة فيها فقد أوجب على موسى أنه لم يعرف الحلال من الحرام وعلم ما جاز فيه الصلاة وما لم تجز وهذا كفر قيل وأخبرني يا مولاي عن التأويل فيها قال صلوات الله عليه إن موسى عليه السلام ناجى ربه بالواد المقدس فقال يا رب إني قد أخلصت لك المحبة مني وغسلت قلبي عمن سواك وكان شديد الحب لأهله فقال الله تعالى اخلع نعليك أي أنزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة وقلبك من الميل إلى من سواي مغسول.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام يعني ارفع خوفيك يعني خوفه من ضياع أهله وقد خلفها تمخض وخوفه من فرعون.
وفي الإكمال مرفوعا ما في معناه.
وفي العلل عن النبي صلى الله عليه وآله إنه سئل عن الواد المقدس فقال لأنه قدست فيه الأرواح واصطفيت فيه الملائكة وكلم الله عز وجل موسى تكليما.
(13) وأنا اخترتك اصطفيتك للنبوة وقرئ إنا اخترناك فاستمع لما يوحى للذي يوحى إليك أو للوحي واللام يحتمل التعلق بكل من الفعلين.
(14) إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني بدل مما يوحي دال على أنه مقصور على تقرير التوحيد الذي هو منتهي العلم والأمر بالعبادة التي هي كمال العمل وأقم الصلاة لذكري قيل خصها بالذكر وأفردها بالأمر للعلة التي أناط بها إقامتها وهو تذكر المعبود وشغل القلب واللسان بذكره.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام إذا فاتتك صلاة فذكرتها في وقت أخرى فإن
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست