التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٩٨
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) على أني رسول إليكم، وأني قد قضيت ما علي من التبليغ (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) فيه تسلية للرسول، وتهديد للكفار.
ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه) يهدونه (ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم) 1 قال: على جباهم 2. (عميا وبكما وصما) لا يبصرون ما يقرا عينهم، ولا يسمعون ما يلذ مسامعهم، ولا ينطقون بما ينفعهم ويقبل منهم، لانهم في الدنيا لم يستبصروا بالآيات والعبر، وتصاموا عن استماع الحق، وأبوا أن ينطقوا به.
مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا): كلما انطفت بأن أكلت جلودهم ولحومهم، زدناهم توقدا، بأن تبدل جلودهم ولحومهم متلهبة متسعرة.
ورد: إن في جهنم واديا يقال له سعير إذا خبت جهنم فتح سعيرها 2، وقو قوله تعالى كلما خبت زدناهم سعيرا 4. أي: كلما انطفت.
ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآيتنا وقالوا أإذا كنا عظما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا) أي: فنفنيهم ونعيدهم، ليزيد ذلك تحسرهم على التكذيب بالبعث، فإنهم لما كذبوا بالإعادة بعد الأفناء جزاهم الله، بأن لا يزالون على الإعادة والافناء.
(أولم يروا): أو لم يعلموا (أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم) فإنهم ليسوا أشد خلقا منهن، ولا إعادة أصعب عليه من الابداء (وجعل

١ - أخبرنا أحمد، والبخاري، ومسلم، ونسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم، وأبو نعيم في المعرفة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أنس قال: قيل يا رسول الله، كيف يحشر الناس على وجوههم؟ قال: الذي أمشاهم على أرجلهم، قادر أن يمشيهم على وجوهم.
الدر المنثور ٥: ٣٤١.
2 - العياشي 2: 318، الحديث 168، مرفوعة، عن أحدهما عليهما السلام.
3 - في العياشي: فتح بسعيرها.
4 - العياشي 2: 318، الحديث: 169، والقمي 2: 29، عن علي بن الحسين عليهما السلام.
(٦٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 702 » »»
الفهرست