التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٧٣
قال: " أمر الله جبرئيل أن يمحو ضوء القمر فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء، ولو أن القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس ولم يمح 1، لما عرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، ولا علم الصائم كم يصوم، ولاعرف الناس عدد السنين، وذلك قول الله: " وجعلنا الليل " الآية " 2.
* (لتبتغوا فضلا من ربكم) *: لتطلبوا في بياض النهار أسباب معايشكم. * (ولتعلموا عدد السينين والحساب) * قال: " بمقاديرهما " 3. * (وكل شئ) * تفتقرون إليه في أمر الدين والدنيا * (فصلنه تفصيلا) *: بيناه بيانا غير ملتبس.
* (وكل إنسان ألزمناه طائره) *: عمله وما قدر له، كأنه طير له من عش الغيب ووكر القدر. قال: " قدره الذي قدر عليه " 4. * (في عنقه) *: لزوم الطوق في عنقه. قال:
" خيره وشره معه، حيث كان لا يستطيع فراقه، حتى يعطى 5 كتابه يوم القيامة بما عمل " 6. * (ونخرج له يوم القيمة كتبا) * هو صحيفة عمله، أعني نفسه التي رسخت فيها آثار أعماله. * (يلقه منشورا) * لكشف الغطاء.
* (اقرأ كتبك) * على إرادة القول * (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) *.
قال: " يذكر العبد 7 جميع ما عمل وما كتب عليه، حتى كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: " يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصيها " " 8.
* (من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر

1 - كذا في المصدر. وفي " ألف " و " ج ": " لم يمسح ". وفي " ب ": " لم يمح " بدون الواو.
2 - علل الشرايع 2: 470، الباب: 222، الحديث: 33، عن رسول الله صلوات عليه واله وسلم.
3 - نهج البلاغة (لصبحي الصالح): 128، الخطبة: 91.
4 - العياشي 2: 284، الحديث: 32، عن الصادقين عليهما السلام، والقمي 2: 17.
5 - في " ألف ": " حتى يؤتى ".
6 - القمي 2: 17، عن أبي جعفر عليه السلام.
7 - في العياشي: " يذكر بالعبد ".
8 - العياشي 2: 284، الحديث: 33، ومجمع البيان 5 - 6: 404، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٦٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 668 669 670 671 672 673 674 675 676 677 678 ... » »»
الفهرست