التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٨٦
كل من أهل الوبر والمدر (1) (حكيم) فيما يصيب به مسيئهم ومحسنهم.
(ومن الاعراب من يتخذ): يعد (ما ينفق): ما يصرفه في سبيل الله ويتصدق به (مغرما): غرامة وخسرانا، إذ لا يحتسبه عند الله ولا يرجو عليه ثوابا، وإنما ينفق رياء وتقية. (ويتربص بكم الدوائر): دوائر الزمان وعقباته وحوادثه، لينقلب الامر عليكم فيتخلص من الانفاق. (عليهم دائرة السوء). اعتراض بالدعاء عليهم بنحو ما يتربصونه، أو إخبار عن وقوع ما يتربصون عليهم. (والله سميع) لما يقولون عند الانفاق (عليم) بما يضمرون.
(ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات): سبب قربات (عند الله وصلوات الرسول): وسبب دعواته، لأنه كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة، ويستغفر لهم. (ألا إنها قربة لهم). شهادة من الله لهم بصحة معتقدهم، و تصديق لرجائهم. (سيدخلهم الله في رحمته). وعد لهم. (إن الله غفور رحيم).
تقرير لهم.
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) القمي: هم النقباء وأبو ذر والمقداد وسلمان وعمار، ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (2). وفي نهج البلاغة: (لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض، فمن عرفها وأقر بها فهو مهاجر) (3). (والذين اتبعوهم بإحسان): بالايمان والطاعة إلى يوم القيامة (رضي الله عنهم) بقبول طاعتهم وارتضاء أعمالهم (ورضوا عنه) بما نالوا من نعمه من الدينية والدنيوية (4) (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك

(١): أهل الوبر والمدر، أي: أهل البوادي والمدن والقرى، وهو من: وبر الإبل، لان بيوتهم يتخذونها منه، والمدر: جمع مدرة وهي البنية. النهاية 5: 144 (وبر).
(2): القمي 1: 303.
(3): نهج البلاغة (لصبحي الصالح): 280، الخطبة 189.
(4): في (ب): (من النعمة الدينية والدنيوية).
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»
الفهرست