التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٨٥
بالمعاذير الكاذبة (لن نؤمن لكم): لن نصدقكم (قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله): أتتوبون من الكفر (1) أم تثبتون عليه؟ (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة) أي: إليه، فوضع الوصف موضع الضمير للدلالة على أنه مطلع على سرهم وعلنهم، لا يفوت عن علمه شئ من ضمائرهم وأعمالهم (فينبئكم بما كنتم تعملون) بالتوبيخ والعقاب.
(سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم) فلا تعاتبوهم (فأعرضوا عنهم) ولا توبخوهم (إنهم رجس): لا يؤثر فيهم التوبيخ والنصح والعتاب، ولا سبيل إلى تطهيرهم (ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون).
(يحلفون لكم لترضوا عنهم) فتستديموا عليهم ما كنتم تفعلون بهم (فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) ولا ينفعهم رضاكم إذا كان الله ساخطا عليهم. ورد: (من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط الناس عليه) (2). القمي:
لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تبوك كان أصحابه المؤمنون يتعرضون للمنافقين ويؤذونهم، وكانوا يحلفون لهم أنهم على الحق وليسوا بمنافقين، لكي يعرضوا عنهم. فأنزل الله:
(سيحلفون بالله لكم) الآية (3).
(الاعراب): أهل البدو (4) (أشد كفرا ونفاقا) من أهل الحضر، لتوحشهم وقساوتهم وجفائهم، ونشوهم في بعد من مشاهدة العلماء وسماع التنزيل (وأجدر ألا يعلموا):
وأحق بأن لا يعلموا (حدود ما أنزل الله على رسوله) من الشرايع (والله عليم) بحال

(١): في (ب) و (ج): (عن الكفر).
(٢): مجمع البيان ٥ - ٦: ٦١، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(٣): القمي ١: ٣٠٢.
(٤): البدو: البادية والنسبة إليه بدوي. الصحاح ٦: ٢٢٧٨ (بدا).
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»
الفهرست