كفقئهم (1) عين الفحل الذي طال مكثه عندهم وإعفائه عن الركوب، وخصاء العبيد وكل مثلة، ولا ينافيه التفسير بالدين والامر، لان ذلك كله داخل فيهما. (ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله) بأن يؤثر طاعته على طاعة الله (فقد خسر خسرانا مبينا) إذ ضيع رأس ماله وبدل مكانه من الجنة بمكانه من النار.
(يعدهم) مالا ينجز (ويمنيهم) ما لا ينالون (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) وهو إظهار النفع فيما فيه الضرر. وهذا الوعد إما بالخواطر الفاسدة أو بلسان أوليائه.
ورد: " لما نزلت هذه الآية: " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " (2)، صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته، فاجتمعوا إليه فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه فمن لها؟ قام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا. قال: لست لها. فقام آخر، فقال مثل ذلك، فقال: لست لها. فقال الوسواس الخناس: انا لها. قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار. فقال: أنت لها. فوكله بها إلى يوم القيامة " (3).
(أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا): معدلا ومهربا.
(والذين آمنوا وعملوا الصالحات سند خلهم جنت تجرى من تحتها الأنهر خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا). تأكيد بليغ.
(ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتب). القمي: ليس ما تتمنون أنتم ولا أهل الكتاب، يعني أن لا تعذبوا بأعمالكم (4). (من يعمل سوءا يجز به) عاجلا أو آجلا.
ورد: " إن الله تعالى إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل