التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٣٦
الألم والجراح (1).
(إنا أنزلنا إليك الكتب بالحق لتحكم بين الناس بما أرك الله): بما عرفك وأوحى به إليك. قال: " ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله وإلى الأئمة عليهم السلام، ثم تلا هذه الآية. قال: وهي جارية في الأوصياء " (2). (ولا تكن للخائنين):
لأجلهم والذب عنهم (خصيما) للبراء.
(واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما). القمي ما ملخصه: إن بني أبيرق: بشيرا ومبشرا وبشرا - وكانوا منافقين - نقبوا على عم قتادة بن النعمان، فأخرجوا طعاما و سيفا ودرعا، فشكى قتادة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال بنو أبيرق: هذا عمل لبيد بن سهل، وكان لبيد مؤمنا، فخرج عليهم بالسيف وقال: أترمونني بالسرق وأنتم أولى به مني؟ وأنتم المنافقون تهجون رسول الله وتنسبون الهجاء إلى قريش، فداروه، ثم جاء رجل من رهط بني أبيرق - وكان منطيقا بليغا - إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن قتادة عمد إلى أهل بيت منا، أهل شرف وحسب ونسب، فرماهم بالسرق، فاغتم رسول الله وعاتب قتادة عتابا شديدا، فاغتم قتادة، وكان بدريا، فنزلت الآيات (3).
(ولا تجدل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما).
(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون): يدبرون و يزورون بالليل (ما لا يرضى من القول): من رمي البرئ. (وكان الله بما يعملون محيطا).
(هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجدل الله عنهم يوم القيمة أم من يكون عليهم وكيلا): محاميا عنهم يحميهم عن (4) عذاب الله.

١ - القمي ١: ١٢٤ - ١٢٥.
٢ - الكافي ١: ٢٦٧، الحديث: 8، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - القمي 1: 150 - 151.
4 - في " ب " و " ج ": " من عذاب الله ".
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست