التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
(ومن يعمل سوءا): قبيحا يسوء به غيره (أو يظلم نفسه) بما يختص به، ولا يتعداه (ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما). قال: " من أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة " (1). ثم تلا الآية.
(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما).
(ومن يكسب خطية): ذنبا على غير عمد (أو اثما): ذنبا تعمده (ثم يرم به بريا فقد احتمل بهتنا وإثما مبينا).
(ولولا فضل الله عليك ورحمته) بإعلام ما هم عليه بالوحي (لهمت طائفة منهم أن يضلوك) عن القضاء بالحق، مع علمهم بالحال. وليس القصد فيه إلى نفي همهم بل إلى نفي تأثيره فيه. (وما يضلون إلا أنفسهم) لان وباله عليهم (وما يضرونك من شئ) فإن الله عاصمك وناصرك (وأنزل الله عليك الكتب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما).
ورد: " إن أناسا من رهط بشير الادنين قالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكلمه في صاحبنا ونعذره، فإن صاحبنا برئ، فلما أنزل الله. " يستخفون من الناس " (2) الآية، أقبلت رهط بشير، فقالت: يا بشير استغفر الله وتب من الذنب. فقال: والذي أحلف به ما سرقها إلا لبيد، فنزلت " ومن يكسب خطيئة " (3) الآية. ثم إن بشيرا كفر ولحق بمكة.
وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي ليعذروه: " ولولا فضل الله عليك " الآية. ونزل في بشير وهو بمكة: " ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى " (4) الآية. " (5).

١ - نهج البلاغة (لصبحي الصالح): ٤٩٤، الحكمة: ١٣٥، والخصال 1: 202، الحديث: 16، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - النساء (4): 108.
3 - النساء (4): 112.
4 - النساء (4): 115.
5 - القمي 1: 152، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست