التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٣٤
(وإذا ضربتم في الأرض): سافرتم (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة) بتنصيف الرباعيات. قيل: كأنهم ألقوا الاتمام وكان مظنة لان يخطر ببالهم أن عليهم نقصانا في التقصير، فرفع عنهم الجناح لتطيب نفوسهم بالقصر ويطمأنوا إليه (1). قال: " التقصير في السفر واجب كوجوب التمام في الحضر " (2).
وفي رواية: " فرض المسافر ركعتان غير قصر " (3). (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) في أنفسكم أو دينكم، وهذا الشرط باعتبار الغالب في ذلك الوقت، فإن القصر ثابت في حال الامن أيضا. (إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا): ظاهر العداوة.
(وإذا كنت فيهم): في أصحابك الضاربين في الأرض، الخائفين عدوهم أن يغتروهم (فأقمت لهم الصلاة) بأن تؤمهم (فلتقم طائفة منهم): من أصحابك (معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم) يحرسونكم (ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم): تحرزهم وتيقظهم (وأسلحتهم).
ورد في بيان صلاة الخوف: " أن طائفة تقوم بإزاء العدو، وأخرى خلف الامام، يصلي بهم ركعة، ثم يقومون فيمثل (4) الامام قائما حتى يتم من خلفه صلاتهم وينصرفوا إلى العدو، فيجئ الطائفة الأولى، فيصلي بهم الامام ركعة (5) الثانية ويسلم، ثم يقوم

١ - البيضاوي ٢: ١١٣.
٢ - من لا يحضره الفقيه ١: ٢٧٨، الحديث: ١٢٦٦، والعياشي ١: ٢٧١، الحديث: ٢٥٤، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - الدر المنثور ٢: ٦٥٧، والعياشي 1: 271، الحديث: 254 و 255، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
4 - مثل الرجل يمثل مقولا: إذا انتصب قائما. مجمع البحرين 5: 471 (مثل).
5 - في " ج " و " ب ": " ركعته الثانية ".
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست