التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
ونصحت جيوبهم (1)، وهوت أفئدتهم إلى الجهاد، وقد منعهم من المسير ضرر أو غيره " (2). (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما).
(درجت منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما). روي: " أن الله فضل المجاهدين على القاعدين سبعين درجة، بين كل درجتين مسيرة سبعين خريفا للفرس الجواد المضمر " (3).
(إن الذين توفاهم الملائكة). يحتمل الماضي والمضارع. (ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم): في أي شئ من أمر دينكم؟ (قالوا كنا مستضعفين في الأرض):
يستضعفنا أهل الشرك بالله، في أرضنا وبلادنا، بكثرة عددهم وقوتهم، ويمنعوننا من الايمان بالله واتباع رسوله. (قالوا ألم تكن أرض الله وسعة فتهاجروا فيها):
فتفارقوا من يمنعكم من الايمان إلى قطر آخر، كما فعل المهاجرون إلى المدينة والحبشة.
(فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا). قيل: نزلت في ناس من مكة أسلموا و لم يهاجروا حين كانت الهجرة واجبة (4). والقمي: نزلت فيمن اعتزل أمير المؤمنين عليه السلام، ولم يقاتل معه. " مستضعفين " أي: لم نعلم مع من الحق، " أرض الله واسعة " أي:
دين الله وكتاب الله واسع، فتنظروا فيه (5).
أقول: هذا تأويل وذاك تفسير. ورد: " لا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها أذنه ووعاها قلبه " (6).
(إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة) " يدفعون بها

١ - رجل ناصح الجيب: لا غش فيه. تقي القلب. القاموس المحيط ١: ٢٦١، والصحاح ١: ٤١١ (نصح).
2 - جوامع الجامع 1: 281، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
3 - مجمع البيان 4 - 3: 97.
4 - البيضاوي 2: 111.
5 - القمي: 1: 149.
6 - نهج البلاغة (لصبحي الصالح): 280، من خطبة: 189.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست