(لا يستطيعون) لاشتغالهم به (ضربا في الأرض): ذهابا فيها للكسب. ورد: " إنها نزلت في أصحاب الصفة " (1). قيل: كانوا نحوا من أربع مائة من فقراء المهاجرين، يسكنون صفة المسجد، يستغرقون أوقاتهم بالتعلم والعبادة وكانوا يخرجون في كل سرية يبعثها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2). (يحسبهم الجاهل) بحالهم (أغنياء من التعفف): من أجل تعففهم عن السؤال (تعرفهم بسيماهم) من صفرة الوجه ورثاثة الحال (لا يسئلون الناس إلحافا): إلحاحا، وهو أن يلازم المسؤول حتى يعطيه (وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم).
(الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم ولاهم يحزنون). قال: " نزلت في علي عليه السلام، كانت معه أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية " (3). وفي رواية " نزلت في النفقة على الخيل " (4). ولا منافاة بينهما. وورد: " إنها ليست من الزكاة " (5).
(الذين يأكلون الربوا لا يقومون) إذا بعثوا من قبورهم (إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان): إلا كقيام المصروع (من المس) أي: الجنون (ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا): قاسوا أحدهما بالآخر (وأحل الله البيع وحرم الربوا). إنكار لتسويتهم وإبطال للقياس. (فمن جاءه موعظة من ربه) قال: " الموعظة: التوبة " (6). (فانتهى):