الخبيث): ولا تقصدوا الردي (منه تنفقون ولستم بآخذيه): وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم لرداءته: (إلا أن تغمضوا فيه): إلا أن تتسامحوا فيه. ورد: " إنها نزلت في قوم كانوا يأتون بردي التمر، فيدخلونه في تمر الصدقة " (1). (واعلموا أن الله غنى) عن إنفاقكم، وإنما أمركم به لانتفاعكم (حميد) بقبوله وإثابته.
(الشيطان يعدكم الفقر) في الانفاق في وجوه البر، وفي إنفاق الجيد من المال (ويأمركم بالفحشاء) ويغريكم على البخل، ومنع الزكوات إغراء الآمر للمأمور.
والعرب تسمى البخيل فاحشا. (والله يعدكم) في الانفاق (مغفرة منه) لذنوبكم وكفارة لها (وفضلا): وخلفا أفضل مما أنفقتم في الدنيا والآخرة (والله وسع): واسع الفضل لمن أنفق (عليم) بإنفاقه.
(يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا). الحكمة تحقيق العلم وإتقان العمل. وفي رواية: " طاعة الله ومعرفة الامام " (2). وفي أخرى: " معرفة الامام واجتناب الكبائر التي أوجب [الله] (3) عليها النار " (4). وفي أخرى: " المعرفة والفقه في الدين - قال: - فمن فقه منكم فهو حكيم " (5). وفي أخرى: " الحكمة ضياء المعرفة وميراث التقوى وثمرة الصدق، ولو قلت: ما أنعم الله على عباده بنعمة أنعم وأعظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة لقلت، ثم تلا هذه الآية " (6).
أقول: والكل يرجع إلى ما فسرناها به أولا.
(وما يذكر إلا أولوا الألباب): ذووا العقول الخالصة عن شوائب الوهم. وفي