____________________
بساتين (لا ترجون لله وقارا) لا تأملون له توقيرا: أي تعظيما، والمعنى: مالكم لا تكونون على حال تأملون فيها تعظيم الله إياكم في دار الثواب، ولله بيان للموقر ولو تأخر لكان صلة للوقار، وقوله (وقد خلقكم أطوارا) في موضع الحال كأنه قال: مالكم لا تؤمنون بالله والحال هذه وهى حال موجبة للايمان به لأنه خلقكم أطوارا:
أي تارات: خلقكم أولا ترابا ثم خلقكم نطفا ثم خلقكم علقا ثم خلقك مضعا ثم خلقكم عظاما ولحما ثم أنشأكم خلقا آخر، أو لا تخافون لله حلما وترك معاجلة العقاب فتؤمنوا. وقيل مالكم لا تخافون لله عظمة. وعن ابن عباس: لا تخافون لله عاقبة لان العاقبة حال استقرار الأمور وثبات الثواب والعقاب من وقر إذا ثبت واستقر.
نبههم على النظر في أنفسهم أولا لأنها أقرب منظور فيه منهم، ثم على النظر في العالم وما سوى فيه من العجائب الشاهدة على الصانع الباهر قدرته وعلمه من السماوات والأرض والشمس والقمر (فيهن) في السماوات وهو في السماء الدنيا، لان بين السماوات ملابسة من حيث إنها طباق، فجاز أن يقال فيهن كذا وإن لم يكن في جميعهن كما يقال في المدينة كذا وهو في بعض نواحيها. وعن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما: إن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء وظهورهما مما يلي الأرض (وجعل الشمس سراجا) يبصر أهل الدنيا في ضوئها كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج ما يحتاجون إلى إبصاره، والمقر ليس كذلك إنما هو نور لم يبلغ قوة ضياء الشمس، ومثله قوله تعالى - هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا - والضياء أقوى من النور. أستعير الانبات للانشاء كما يقول زرعك الله للخير، وكانت هذه الاستعارة أدل على الحدوث لانهم إذا كانوا نباتا كانوا محدثين لا محالة حدوث النبات، ومنه قيل للحشوية النابتة والنوابت لحدوث مذهبهم في الاسلام من غير أولية لهم فيه، ومنه قولهم نجم فلان لبعض المارقة، والمعنى: أنبتكم فنبتم نباتا، أو نصب بأنبتكم لتضمنه معنى نبتم (ثم يعيدكم فيها) مقبورين ثم (يخرجكم) يوم القيامة. وأكده بالمصدر كأنه قال: يخرجكم حقا ولا محالة. جعلها بساطا مبسوطة تتقلبون عليها كما يتقلب الرجل على بساطه (فجاجا) واسعة منفجة (واتبعوا) رؤوسهم المقدمين أصحاب الأموال والأولاد وارتسموا ما رسموا لهم من التمسك بعبادة الأصنام. وجعل أموالهم وأولادهم التي لم تزدهم إلا وجاهة ومنفعة في الدنيا زائدة (خسارا) في الآخرة وأجرى ذلك مجرى صفة لازمة لهم وسمة يعرفون بها تحقيقا له وتثبيتا وإبطالا لما سواه
أي تارات: خلقكم أولا ترابا ثم خلقكم نطفا ثم خلقكم علقا ثم خلقك مضعا ثم خلقكم عظاما ولحما ثم أنشأكم خلقا آخر، أو لا تخافون لله حلما وترك معاجلة العقاب فتؤمنوا. وقيل مالكم لا تخافون لله عظمة. وعن ابن عباس: لا تخافون لله عاقبة لان العاقبة حال استقرار الأمور وثبات الثواب والعقاب من وقر إذا ثبت واستقر.
نبههم على النظر في أنفسهم أولا لأنها أقرب منظور فيه منهم، ثم على النظر في العالم وما سوى فيه من العجائب الشاهدة على الصانع الباهر قدرته وعلمه من السماوات والأرض والشمس والقمر (فيهن) في السماوات وهو في السماء الدنيا، لان بين السماوات ملابسة من حيث إنها طباق، فجاز أن يقال فيهن كذا وإن لم يكن في جميعهن كما يقال في المدينة كذا وهو في بعض نواحيها. وعن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما: إن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء وظهورهما مما يلي الأرض (وجعل الشمس سراجا) يبصر أهل الدنيا في ضوئها كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج ما يحتاجون إلى إبصاره، والمقر ليس كذلك إنما هو نور لم يبلغ قوة ضياء الشمس، ومثله قوله تعالى - هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا - والضياء أقوى من النور. أستعير الانبات للانشاء كما يقول زرعك الله للخير، وكانت هذه الاستعارة أدل على الحدوث لانهم إذا كانوا نباتا كانوا محدثين لا محالة حدوث النبات، ومنه قيل للحشوية النابتة والنوابت لحدوث مذهبهم في الاسلام من غير أولية لهم فيه، ومنه قولهم نجم فلان لبعض المارقة، والمعنى: أنبتكم فنبتم نباتا، أو نصب بأنبتكم لتضمنه معنى نبتم (ثم يعيدكم فيها) مقبورين ثم (يخرجكم) يوم القيامة. وأكده بالمصدر كأنه قال: يخرجكم حقا ولا محالة. جعلها بساطا مبسوطة تتقلبون عليها كما يتقلب الرجل على بساطه (فجاجا) واسعة منفجة (واتبعوا) رؤوسهم المقدمين أصحاب الأموال والأولاد وارتسموا ما رسموا لهم من التمسك بعبادة الأصنام. وجعل أموالهم وأولادهم التي لم تزدهم إلا وجاهة ومنفعة في الدنيا زائدة (خسارا) في الآخرة وأجرى ذلك مجرى صفة لازمة لهم وسمة يعرفون بها تحقيقا له وتثبيتا وإبطالا لما سواه