____________________
خلا من الخطيئة الكبرى. وقرئ خطيئاتهم بالهمزة، وخطياتهم بقلبها ياء وإدغامها، وخطاياهم وخطيئتهم بالتوحيد على إرادة الجنس. ويجوز أن يراد الكفر (فأدخلوا نارا) جعل دخولهم النار في الآخرة كأنه متعقب لاغراقهم لاقترابة ولأنه كائن لا محالة فكأنه قد كان أو أريد عذاب القبر، ومن مات في ماء أو في نار أو أكلته السباع والطير أصابه ما يصيب المقبور من العذاب. وعن الضحاك: كانوا يغرقون من جانب ويحرقون من جانب، وتنكير النار إما لتعظيمها، أو لان الله أعد لهم على حسب خطيئاتهم نوعا من النار (فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا) تعريض باتخاذهم آلهة من دون الله وأنها غير قادرة على نصرهم وتهكم بهم كأنه قال: فلم يجدوا لهم من دون الله آلهة ينصرونهم ويمنعونهم من عذاب الله كقوله تعالى - أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا - (ديارا) من الأسماء المستعملة في النفي العام، يقال ما بالدار ديار وديور كقيام وقيوم وهو فيعال من الدور أو من الدار، أصله ديوار ففعل به ما فعل بأصل سيد وميت، ولو كان فعالا لكان دوارا. فإن قلت: بم علم أن أولادهم يكفرون وكيف وصفهم بالكفر عند الولادة؟ قلت: لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فذاقهم وأكلهم وعرف طباعهم وأحوالهم وكان الرجل منهم ينطلق بابنه إليه ويقول احذر هذا فإنه كذاب وإن أبى حذرنيه، فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك، وقد أخبره الله عز وجل - أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن - ومعنى (لا يلدوا إلا فاجرا كفارا) لا يلدوا إلا من سيفجر ويكفر فوصفهم بما يصيرون إليه كقوله عليه الصلاة والسلام " من قتل قتيلا فله سلبه " (ولوالدي) أبوه لمك بن متوشلخ وأمه شمخا بنت أنوش كانا مؤمنين، وقيل هما آدم وحواء. وقرأ الحسين بن علي ولوالدي يريد ساما وحاما (بيتي) منزلي، وقيل مسجدي، وقيل سفينتي خص أولا من يتصل به لانهم