الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٦١
سورة نوح مكية. وهى تسع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم.
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم.
قال يا قوم إني لكم نذير مبين. أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون. يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون.
قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا. فلم يزدهم دعائي إلا فرار. وإني كلما
____________________
سورة نوح مكية. وهى تسع أو ثمان وعشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (أن أنذر) أصله بأن أنذر فحذف الجار وأوصل الفعل وهى أن الناصية للفعل، والمعنى: أرسلناه بأن قلنا له أنذر: أي أرسلناه بالامر بالانذار. ويجوز أن تكون مفسرة لان الارسال فيه معنى القول، وقرأ ابن مسعود أنذر بغير أن على إرادة القول و (أن اعبدوا) نحو أن أنذر في الوجهين. فإن قلت: كيف قال (ويؤخركم) مع إخباره بامتناع تأخير الاجل وهل هذا إلا تناقض؟ قلت: قضى الله مثلا أن قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة فقيل لهم آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى: أي إلى وقت سماه الله وضربه أمدا تنتهون إليه لا تتجاوزونه وهو الوقت الأطول تمام الألف. ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الاجل الأمد لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت ولم تكن لكم حيلة فبادروا في أوقات الاهمال والتأخير (ليلا ونهارا) دائبا من غير فتور مستغرقا به الأوقات كلها (فلم يزدهم دعائي) جعل الدعاء فاعل زيادة الفرار، والمعنى على أنهم ازدادوا عنده
(١٦١)
مفاتيح البحث: سورة نوح (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»