إن عذاب ربهم غير مأمون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون.
والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم بشهاداتهم قائمون. والذين هم على صلاتهم يحافظون. أولئك في جنات مكرمون. فمال الذين كفروا قبلك
____________________
غير اختياري كقوله تعالى - خلق الانسان من عجل - والدليل عليه أنه حين كان في البطن والمهد لم يكن به هلع، ولأنه ذم والله لا يذم فعله، والدليل عليه استثناء المؤمنين الذين جاهدوا أنفسهم وحملوها على المكاره وظلفوهم عن الشهوات حتى لم يكونوا جاز عين ولا مانعين. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " شر ما أعطى ابن آدم شح هالع وجين خالع ". فإن قلت: كيف قال: (على صلاتهم دائمون) ثم على صلاتهم يحافظون؟ قلت: معنى دوامهم عليها أن يواظبوا على أدائها لا يخلون بها ولا يشتغلون عنها بشئ من الشواغل كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " أفضل العمل أدومه وإن قل " وقول عائشة: كان عمله ديمة. ومحافظتهم عليها أن يراعوا إسباغ الوضوء لها ومواقيتها ويقيموا أركانها ويكملوها بسننها وآدابها ويحفظها من الاحباط باقتراف المآثم، فالدوام يرجع إلى أنفس الصلوات والمحافظة على أحوالها (حق معلوم) هو الزكاة لأنها مقدرة معلومة أو صدقة يوظفها الرجل على نفسه يؤديها في أوقات معلومة. السائل الذي يسأل (والمحروم) الذي يتعفف عن السؤال فيحسب غنيا فيحرم (يصدقون بيوم الدين) تصديقا بأعمالهم واستعداتهم له ويشفقون من عذاب ربهم، واعترض بقوله (إن عذاب ربهم غير مأمون) أي لا ينبغي لاحد وإن بالغ في الطاعة والاجتهاد أن يأمنه، وينبغي أن يكون مترجحا بين الخوف والرجاء. قرئ بشهادتهم وبشهاداتهم، والشهادة من جملة الأمانات. وخصها من بينها إبانة لفضلها لان في إقامتها إحياء الحقوق وتصحيحها، وفى زيها تضييعها وإبطالها. كان المشركون يحتفون حول النبي صلى الله عليه وسلم حلقا وفرقا فرقا يستمعون ويستهزئون بكلامه ويقولون: إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنها