الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٦٦
ولا تزد الظالمين إلا تبارا.
سورة الجن مكية. وهى ثمان وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن
____________________
أولى وأحق بدعائه. ثم عم المؤمنين والمؤمنات (تبارا) هلاكا. فإن قلت: ما فعل صبيانهم حين أغرقوا؟ قلت:
غرقوا معهم لاعلى وجه العقاب ولكن كما يموتون بالأنواع من أسباب الموت، وكم منهم من يموت بالغرق والحرق وكان ذلك زيادة في عذاب الاباء والأمهات إذا أبصروا أطفالهم يفرقون، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى " وعن الحسن أنه سئل عن ذلك فقال: علم الله براءتهم فأهلكهم بغير عذاب. وقيل أعقم الله أرحام نسائهم وأيبس أصلاب آبائهم قبل الطوفان بأربعين أو سبعين سنة فلم يكن معهم صبي حين أغرقوا. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام ".
سورة الجن مكية. وهى ثمان وعشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) قرئ أحي وأصله وحى، يقال أوحى إليه ووحى إليه فقلبت الواو همزة كما يقال أعد وأزن - وإذا الرسل أقتت - وهو من القلب المطلق جوازه في كل واو مضمومة، وقد أطلقه المازني في المكسورة أيضا كإشاح وإسادة وإعاء أخيه. وقرأ ابن أبي عبلة وحى على الأصل (أنه استمع) بالفتح لأنه فاعل أوحى وإنا سمعنا بالكسر لأنه مبتدأ محكى بعد القول ثم تحمل عليهما البواقي، فما كان من الوحي فتح وما كان من قول الجن كسر، وكلهن من قولهم إلا الثنتين الأخريين وأن المساجد وأنه لما قام ومن فتح كلهن فعطفا على محل الجار والمجرور في آمنا به كأنه قيل: صدقناه وصدقنا أنه تعالى جد ربنا، وأنه كان يقول سفيهنا وكذلك البواقي (نفر من الجن) جماعة منهم
(١٦٦)
مفاتيح البحث: سورة الجن (1)، الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»