الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٣١٠
وتمايلي طربا لحل عويصة * أشهى وأحلى من مدامة ساق وصرير أقلامي على أوراقها * أحلى من الدوكاه والعشاق وألذ من نقر الفتاة لدفها * نقرى لألقى الرمل عن أوراقي أأبيت سهران الدجى وتبيته * نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي ومن كلامه: إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به * وأكتمه، كتمانه لي أسلم فإن حنفيا قلت قالوا بأنني * أبيح الطلا وهو الشراب المحرم وإن مالكيا قلت قالوا بأنني * أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم وإن شافعيا قلت قالوا بأنني * أبيح نكاح البنت والبنت محرم وإن حنبليا قلت قالوا بأنني * ثقيل حلولي بغيض مجسم وإن قلت من أهل الحديث وحزبه * يقولون تيس ليس يدري ويفهم تعجبت من هذا الزمان وأهله * فما أحد من ألسن الناس يسلم وأخرني دهري وقدم معشرا * على أنهم لا يعلمون وأعلم ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني * أنا الميم والأيام أفلح أعلم وفاته توفى رحمه الله تعالى ليلة عرفة سنة 538 ثمان وثلاثين وخمسمائة بجرجانية بعد رجوعه من مكة رحمه الله تعالى.
(وجرجانية بضم الجيم الأولى وفتح الثانية وسكون الراء بينهما وبعد الألف نون مكسورة وبعدها ياء مثناة من تحتها مفتوحة مشددة ثم هاء ساكنة، وهي قصبة خوارزم) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: يقال لها بلغتهم كركانج فعربت، وقيل لها جرجانية، وهي على شاطئ جيحون.
ورثاه بعضهم بأبيات، ومن جملتها:
فأرض مكة تذري الدمع مقلتها * حزنا لفرقة جار الله محمود والله المحمود، والمصلي على سيدنا محمد وآله وأصحابه.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 307 308 309 310