الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٥٢
والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه.
____________________
من الملائكة، ألا ترى أن قولك ما من ملك إلا وهو شاهد أعم من قولك ما من ملائكة (على أرجائها) على جوانبها الواحد رجا مقصور: يعنى أنها تنشق وهى مسكن الملائكة فينضوون إلى أطرافها وما حولها من حافاتها (ثمانية) أي ثمانية منهم. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " هم اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فيكونون ثمانية " وروى ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة والعرش فوق رؤوسهم وهم مطرقون مسبحون. وقيل بعضهم على صورة الإنسان وبعضهم على صورة الأسد وبعضهم على صورة الثور وبعضهم على صورة النسر. وروى ثمانية أملاك في خلق الأوعال ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين عاما.
وعن شهر بن حوشب: أربعة منهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك، وأربعة يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد لممك. وعن الحسن: الله أعلم كم هم أثمانية أم ثمانية آلاف؟ وعن الضحاك ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله، ويجوز أن تكون الثمانية من الروح أو من خلق آخر فهو القادر على كل خلق - سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون -.
العرض عبارة عن المحاسبة والمسألة، شبه ذلك بعرض السلطان العسكر لتعرف أحواله. وروى أنه في يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فاعتذار واحتجاج وتوبيخ، وأما الثالثة ففيها تنشر الكتب فيأخذ الفائز كتابه بيمينه والهالك كتابه بشماله (خافية) سريرة وحال كانت تخفى في الدنيا بستر الله عليكم (فأما) تفصيل للعرض هاء صوت يصوت به فيفهم عنه منه معنى خذ كأف وحس وما أشبه ذلك و (كتابيه) منصوب بهاؤم عند الكوفيين وعند البصريين باقرءوا لأنه أقرب العاملين، وأصله هاؤم كتابي اقرءوا كتابي، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه ونظيره - آتوني أفرغ عليه قطرا - قالوا: ولو كان العامل الأول لقيل اقرءوه وأفرغه، والهاء للسكت في كتابيه وكذلك في حسابيه وماليه وسلطانيه. وحق هذه الها آت أن تثبت في الوقت وتسقط في الوصل، وقد
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»