الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٥٦
سورة المعارج مكية. وهى أربع وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم سأل سائل بعذاب واقع. للكافرين ليس له دافع. من الله ذي المعارج.
____________________
(سورة المعارج) مكية. وهى أربع وأربعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) ضمن سأل معنى دعا فعدى تعديته كأنه قيل دعا داع (بعذاب واقع) من قولك دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه ومنه قوله تعالى - يدعون فيها بكل فاكهة - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هو النضر بن الحرث قال - إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم - وقيل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم استعجل بعذاب للكافرين. وقرئ سال سائل وهو على وجهين: إما أن يكون من السؤال وهى لغة قريش يقولون سلت تسأل وهما يتسايلان، وأن يكون من السيلان ويؤيده قراءة ابن عباس سال سيل والسيل مصدر في معنى السائل كالغور بمعنى الغائر، والمعنى: اندفع عليهم وادى عذاب فذهب بهم وأهلكهم. وعن قتادة:
سأل سائل عن عذاب الله على من ينزل وبمن يقع فنزلت، وسأل على هذا الوجه مضمن معنى عنى واهتم. فإن قلت: بم يتصل قوله (للكافرين)؟ قلت: هو على القول الأول متصل بعذاب صفة له: أي بعذاب واقع كائن للكافرين، أو بالفعل: أي دعا للكافرين بعذاب واقع، أو بواقع: أي بعذاب نازل لاجلم، وعلى الثاني هو كلام مبتدأ جواب للسائل: أي هو للكافرين. فإن قلت: فقلوه (من الله) بم يتصل؟ قلت: يتصل بوقع: أي واقع من عنده أو بدافع بمعنى ليس له دافع من جهته إذا جاء وقته وأوجبت الحكمة وقوعه (ذي المعارج) ذي
(١٥٦)
مفاتيح البحث: سورة المعارج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»