الأشياء اختراعا، دون القادر بقدرة الذي لا يقدر أن يفعل في غيره إلا على وجه التولية بأن يعتمد عليه، فدل ذلك على أن الفاعل لهذه الأشياء لا يشبه الأشياء ولا تشبهه. وفى اخراج الماء من الأرض عبر لا تحصى كثرة بما فيه من المنفعة، وما له من المادة على موضع الحاجة، وسد الخلة مع ما فيه من المنفعة والتوفيق في السير إلى المكان البعيد بالسهولة، كل ذلك من الله تعالى به على خلقه وأنعم به عليهم.
وقوله (متاعا) نصب على المفعول له، وتقديره اخرج منها ماءها ومرعاها للامتاع لكم لان معنى أخرج منها ماءها ومرعاها امتع بذلك.
قوله تعالى:
(فإذا جاءت الطامة الكبرى (34) يوم يتذكر الانسان ما سعى (35) وبرزت الجحيم لمن يرى (36) فأما من طغى (37) وآثر الحياة الدنيا (38) فان الجحيم هي المأوى (40) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (40) فان الجنة هي المأوى 41) يسئلونك عن الساعة أيان مرساها (42) فيم أنت من ذكراها (43) إلى ربك منتهاها (44) إنما أنت منذر من يخشاها (45) كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) (46) ثلاث عشرة آية.
قرأ أبو جعفر وعياش عن أبي عمرو (إنما أنت منذر من يخشاها) بالتنوين.
الباقون على الإضافة. والمعنى واحد. فمن نون جعل (من) في موضع النصب.