الألباني وشذوذه وأخطاؤه - ارشد السلفي - الصفحة ٤٦
هل خاتم الذهب محرم على النساء؟
ومن تجرئة البغيض على اقتحامه مضائق المسائل، وتسوره الممقوت على منبر الاجتهاد مع عرائه عن مؤهلاته، قوله في آداب الزفاف: (إن النساء يشتركن مع الرجال في تحريم خاتم الذهب عليهن، ومثله السوار، والطوق، من الذهب) واحتجاجه بحديث أبي هريرة المروي في أبي داود ومسند أحمد من طريق أسيد بن أبي أسيد البراد، ولفظه من أحب أن يحلق حبيبه بحلقه من نار فيحلقه حلقة من ذهب، الخ.
وادعاؤه إن هذا الحديث مما صح في هذا الباب (أنظر ص 132).
وإني حين أقرأ ما كتبه الألباني في هذا المبحث وفي غيره أتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
وذلك أنه صحح هذا الحديث مع أن في إسناده أسيد بن أبي أسيد البراد ولم يوثقه أحد من نقاد الرجال غير ابن حبان، وقد صرح الألباني مرارا أن توثيقه غير معتمد (أنظر مثلا الصحيحة رقم 343) وتوثيقه لين (الصحيحة ج 2 ص 6) وأما قول الحافظ إنه صدوق، فالحافظ ليس من الذين يرجع إليهم، ويحتج بقولهم في الجرح والتعديل، وإنما هو حاكي كلام أئمة النقد ليس إلا، فليسم لنا الألباني أحدا من أئمة النقد قال في أسيد إنه صدوق، فإن احتال لذلك أن الدارقطني قال في حقه: يعتبر به، فليس هذا في معنى صدوق، بل مفهومه أنه لا يحتج به.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»