الألباني وشذوذه وأخطاؤه - ارشد السلفي - الصفحة ٤٥
تمتنع الملائكة من دخول المكان التي تكون فيه باقية على هيئتها مرتفعة غير ممتهنة - فإما لو كانت ممتهنة لكنها غيرت عن هيئتها، إما بقطعها من نصفها، أو بقطع رأسها فلا امتناع) (وذكر الحافظ بعد ذلك جمعا آخر عن القرطبي ثم قال) وهو جمع حسن، ولكن الجمع الذي دل عليه حديث أبي هريرة أولى منه (الفتح ج 10 ص 303).
وأما تقوية الألباني رأيه الفاسد بلفظ حديث أبي هريرة من رواية يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد، عند أحمد، فيدفعه لفظ أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن مجاهد عند النسائي، وقد سبق منا ذكر مر حجاته، وإن احتال الألباني لتضعيف حديث ابن عباس بادعاء سوء حفظه وباختلاط أبي إسحاق، فيونس كانت فيه غفلة شديده، وكانت فيه سخنة، قاله يحيى القطان، وقال أحمد: في حديثه زيادة على حديث الناس، وقال أيضا حديثه مضطرب، وقال أبو أحمد الحاكم:
ربما وهم في روايته، فقوله في الحديث فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطا، من أوهامه، والصواب ما رواه أبو إسحاق (إما أن تقطع رؤوسها أو تجعل بسطا توطأ).
، ومما يؤيد ما ذهبنا إليه أن البخاري ترجم بابا في صحيحه بقوله: باب ما وطئ من التصاوير، واستدل للترجمة بقول عائشة: فجعلنا وسادة أو وسادتين، وظاهر أنه لا يعني بالتصاوير إلا ما كانت باقية على هيئاتها، لأن الصور المقطوعة مفروغ عن بيان حكمها.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»