لم تر عيني مثله يرف رفيفا (1)، يقطر ماؤه، فيه من أنواع الكلأ، فكأني بالرعلة (2) الأولى حين أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق فلم يظلموه يمينا ولا شمالا، فكأني أنظر إليكم منطلقين، ثم جاءت الرعلة الثانية وهم أكثر منهم أضعافا، فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق، فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث (3)، ومضوا على ذلك، ثم قدم عظم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا وقالوا: هذا خير المنزل، كأني أنظر إليهم يميلون يمينا وشمالا، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجل آدم سبل أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا، وإذا عن يسارك رجل ربعة تار (4) أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره
(٥١٩)