32376 إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شئ استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة (1) وإما آفة، وإن الله عز وجل أراد أن يبرئه مما قالوا فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر! ثوبي حجر! حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه ولبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبا (2) من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا! فذلك قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها). (خ، ت - عن أبي هريرة) (3) 32377 كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر عراة ينظر بعضهم إلى بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده، فقالوا: والله! ما يمنع موسى أن