32320 إن نبي الله أيوب عليه السلام لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضة القريب والبعيد إلا رجلين من أخوانه كانا من أخص إخوانه به كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلم والله أن أيوب قد أذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟
قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به، فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك فقال أيوب: ما أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتراغمان (1) فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق، وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله تعالى إلى أيوب في مكانه: (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) فاستبطأته فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك! هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحا قال: فاني أنا هو وكان له أندران (2): أندر القمح، وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر للقمح، أفرغت فيه