أحدهما: كاسية في الدنيا بالثياب لوجود الغنى، عارية في الآخرة من الثواب لعدم العمل في الدنيا.
ثانيها: كاسية بالثياب لكنها شفافة لا تستر عورتها فتعاقب في الآخرة بالعرى جزاء على ذلك (ثالثها: كاسية من نعم الله، عارية من الشكل الذي تظهر ثمرته في الآخرة بالثواب.
رابعها: كاسية جسدها لكنها تشد خمارها من ورائها فيبدو صدرها فتصير عارية، فتعاقب في الآخرة.
خامسها: كاسية من خلعة التزوج بالرجل الصالح، عارية في الآخرة من العمل فلا ينفعها صلاح زوجها، كما قال تعالى: (فلا أنساب بينهم) ذكر هذا الأخير الطيبي ورجحه لمناسبة المقام، واللفظة إن وردت في أزواج النبي صلى الله عيله وسلم لكن العبرة بعموم اللفظ.
قال ابن بطال في هذا الحديث: إن المفتوح في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال بأن يتنافس فيه فيقع القتال بسببه، وأن يبخل به فيمنع الحق، أو يبطر فيسرف، فأراد صلى الله عليه وسلم تحذير أزواجه من ذلك كله، وكذا تزول الفتنة، ولا سيما في الليل لرجاء وقت الإجابة لتكشف أو يسلم الداعي ومن دعا له. تحفة الأحوذي [٦ / ٤٤٠ و ٤٤١] ب.
(٢) أخرجه البخاري كتاب العلم باب العلم والعظة بالليل (1 / 40).
صواحب الحجر: بضم الحاء وفتح الجيم جمع حجرة وهي منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
عارية: وهي مجرورة في أكثر الروايات على النعت.
قال السهيلي: إنه الأحسن عند سيبويه لان رب عنده حرف جر يلزم صدر الكلام، قال: ويجوز الرفع على اضمار مبتدأ والجملة في موضع النعت، هي عارية.
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر (1 / 188) ص.