شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٩٥
لعمري لئن عشرت من خيفة الردى * نهاق حمير إنني لجزوع (1) فلا والت تلك النفوس ولا أتت * قفولا إلى الأوطان وهي جميع وقالوا ألا انهق لا تضرك خيبر * وذلك من فعل اليهود ولوع.
الولوع بالضم: الكذب ولع الرجل إذا كذب، فيقال إن رفقته مرضوا ومات بعضهم، ونجا عروة من الموت والمرض.
وقال آخر:
لا ينجينك من حمام واقع * كعب تعلقه ولا تعشير.
ويشابه هذا أن الرجل منهم كان إذا ضل في فلاة قلب قميصه، وصفق بيديه كأنه يومئ بهما إلى إنسان فيهتدي، قال أعرابي:
قلبت ثيابي والظنون تجول بي * وترمى برحلي نحو كل سبيل فلأيا بلاي ما عرفت جليتي * وأبصرت قصدا لم يصب بدليل.
وقال أبو العملس الطائي:
فلو أبصرتني بلوى بطان * أصفق بالبنان على البنان فأقلب تارة خوفا ردائي * وأصرخ تارة بأبي فلان لقلت أبو العملس قد دهاه * من الجنان خالعة العنان.
والأصل في قلب الثياب التفاؤل بقلب الحال، وقد جاء في الشريعة الاسلامية نحو ذلك في الاستسقاء.

(1) ديوانه 95.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383