شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٩٦
ومن مذاهب العرب أن الرجل منهم كان إذا سافر عمد إلى خيط فعقده في غصن شجرة أو في ساقها، فإذا عاد نظر إلى ذلك الخيط، فإن وجده بحاله علم أن زوجته لم تخنه، وإن لم يجده أو وجده محلولا، قال: قد خانتني، وذلك العقد يسمى الرتم، ويقال:
بل كانوا يعقدون طرفا من غصن الشجرة بطرف غصن آخر، وقال الراجز:
هل ينفعنك اليوم إن همت بهم * كثرة ما توصي وتعقاد الرتم (1) وقال آخر:
خانته لما رأت شيبا بمفرقه * وغره حلفها والعقد للرتم وقال آخر:
لا تحسبن رتائما عقدتها * تنبيك عنها باليقين الصادق وقال آخر:
يعلل عمرو بالرتائم قلبه * وفي الحي ظبي قد أحلت محارمه فما نفعت تلك الوصايا ولا جنت * عليه سوى ما لا يحب رتائمه وقال آخر:
ماذا الذي تنفعك الرتائم * إذ أصبحت وعشقها ملازم وهي على لذاتها تداوم * يزورها طب الفؤاد عارم * بكل أدواء النساء عالم * وقد كانوا يعقدون الرتم للحمى، ويرون أن من حلها انتقلت الحمى إليه، وقال الشاعر:
حللت رتيمة فمكثت شهرا * أكابد كل مكروه الدواء

(1) اللسان (رتم) من غير نسبة.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383