ومن تخيلات العرب ومذاهبها إنهم كانوا يفقئون عين الفحل من الإبل إذا بلغت ألفا، كأنهم يدفعون العين عنها، قال الشاعر:
فقأنا عيونا من فحول بهازر * وأنتم برعي البهم أولى وأجدر.
وقال آخر:
وهبتها وكنت ذا امتنان * تفقأ فيها أعين البعران.
وقال الآخر:
أعطيتها ألفا ولم تبخل بها * ففقأت عين فحيلها معتافا وقد ظن قوم أن بيت الفرزدق وهو غلبتك بالمفقئ والمعنى * وبيت المحتبى والخافقات (1) من هذا الباب، وليس الامر على ذلك، وإنما أراد بالفقء قوله لجرير:
ولست ولو فقأت عينيك واجدا * أخا كلقيط أو أبا مثل دارم (2) وأراد بالمعنى قوله لجرير أيضا:
وأنك إذ تسعى لتدرك دارما * لأنت المعنى يا جرير المكلف (3) وأراد بقوله: (بيت المحتبى) قوله:
بيت زرارة محتب بفنائه * ومجاشع وأبو الفوارس نهشل (4) وبيت الخافقات، قوله:
ومعصب بالتاج يخفق فوقه * خرق الملوك له خميس جحفل (5)