(197) الأصل:
إن مع كل انسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، وإن الاجل جنة حصينة.
الشرح:
قد تقدم هذا، وقلنا: إنه ذهب كثير من الحكماء هذا المذهب، وإن لله تعالى ملائكة موكله تحفظ البشر من التردي في بئر، ومن أصابه سهم معترض في طريق، ومن رفس دابة، ومن نهش حية، أو لسع عقرب، و نحو ذلك. والشرائع أيضا قد وردت بمثله [وإن] (1) الاجل جنة، أي درع، و لهذا في علم الكلام مخرج صحيح، وذلك لان أصحابنا يقولون إن الله تعالى إذا علم أن في بقاء زيد إلى وقت كذا لطفا له أو لغيره من المكلفين صد من يهم بقتله عن قتله بألطاف يفعلها تصده عنه أو تصرفه عنه بصارف، أو يمنعه عنه بمانع، كي لا يقطع ذلك الانسان بقتل زيد الألطاف التي يعلم الله إنها مقربة من الطاعة، ومبعدة من المعصية (2) لزيد أو لغيره، فقد بان أن الاجل على هذا التقدير جنة حصينة لزيد، من حيث كان الله تعالى باعتبار ذلك الاجل مانعا من قتله وإبطال حياته، ولا جنة أحصن من ذلك.