شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢١
(197) الأصل:
إن مع كل انسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، وإن الاجل جنة حصينة.
الشرح:
قد تقدم هذا، وقلنا: إنه ذهب كثير من الحكماء هذا المذهب، وإن لله تعالى ملائكة موكله تحفظ البشر من التردي في بئر، ومن أصابه سهم معترض في طريق، ومن رفس دابة، ومن نهش حية، أو لسع عقرب، و نحو ذلك. والشرائع أيضا قد وردت بمثله [وإن] (1) الاجل جنة، أي درع، و لهذا في علم الكلام مخرج صحيح، وذلك لان أصحابنا يقولون إن الله تعالى إذا علم أن في بقاء زيد إلى وقت كذا لطفا له أو لغيره من المكلفين صد من يهم بقتله عن قتله بألطاف يفعلها تصده عنه أو تصرفه عنه بصارف، أو يمنعه عنه بمانع، كي لا يقطع ذلك الانسان بقتل زيد الألطاف التي يعلم الله إنها مقربة من الطاعة، ومبعدة من المعصية (2) لزيد أو لغيره، فقد بان أن الاجل على هذا التقدير جنة حصينة لزيد، من حيث كان الله تعالى باعتبار ذلك الاجل مانعا من قتله وإبطال حياته، ولا جنة أحصن من ذلك.

(1) من د، وفى ب: (وأما).
(2) د (عن القبيح).
(٢١)
مفاتيح البحث: القتل (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383