شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٥
(201) الأصل:
كل وعاء يضيق بما جعل فيه، إلا وعاء العلم فإنه يتسع به.
الشرح:
هذا الكلام تحته سر عظيم، ورمز إلى معنى شريف غامض، ومنه أخذ مثبتوا النفس الناطقة الحجة على قولهم، ومحصول ذلك أن القوى الجسمانية يكلها ويتعبها تكرار أفاعيلها عليها، كقوة البصر يتعبها تكرار إدراك المرئيات، حتى ربما أذهبها وأبطلها أصلا، وكذلك قوة السمع يتعبها تكرار الأصوات، عليها وكذلك غيرها من القوى الجسمانية، ولكنا وجدنا القوة العاقلة بالعكس من ذلك (1) فان الانسان كلما تكررت عليه المعقولات ازدادت قوته العقلية سعة وانبساطا واستعدادا لادراك أمور أخرى غير ما أدركته من قبل، حتى كان تكرار المعقولات عليها يشحذها (2) ويصقلها، فهي إذن مخالفة في هذا الحكم للقوى الجسمانية، فليست منها، لأنها لو كانت منها لكان حكمها حكم واحد من أخواتها، وإذا لم تكن جسمانية فهي مجردة، وهي التي نسميها بالنفس الناطقة.

(1) ا: (هذا).
(2) يشحذها: يحدها.
(٢٥)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383