شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ١٧٧
(٢٩١) الأصل:
كل معاجل يسأل الانظار، وكل مؤجل يتعلل بالتسويف.
الشرح:
قال الله سبحانه: ﴿حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾ (1).
فهذا هو سؤال الانظار لمن عوجل، فأما من أجل فإنه يعلل نفسه بالتسويف، ويقول:
سوف أتوب، سوف أقلع عما أنا عليه، فأكثرهم يخترم (2) من غير أن يبلغ هذا الامل، وتأتيه المنية وهو على أقبح حال وأسوئها، ومنهم من تشمله السعادة فيتوب قبل الموت، وأولئك الذين ختمت أعمالهم بخاتمة الخير، وهم في العالم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود.

(١) سورة المؤمنون ٩٩، 100.
(2) يقال: اخترمته المنية، أي أخذته من بينهم.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383