(٢٨٧) الأصل:
ليست الرؤية مع الابصار، فقد تكذب العيون أهلها، ولا يغش العقل من استنصحه.
الشرح:
هذا مثل قوله تعالى: ﴿فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ (1).
أي ليس العمى عمى العين، بل عمى القلب.
كذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام، ليست الرؤية مع العيون، وإنما الرؤية الحقيقية مع العقول.
وقد ذهب أكابر الحكماء إلى إن اليقينيات هي المعقولات لا المحسوسات، قالوا: لان حكم الحس في مظنة الغلط، وطال ما كذب الحس، واعتقدنا بطريقة اعتقادات باطلة، كما نرى الكبير صغيرا، والصغير كبيرا، والمتحرك ساكنا، والساكن متحركا، فأما العقل فإذا كان المعقول به بديهيا أو مستندا إلى مقدمات بديهية فإنه لا يقع فيه غلط أصلا.