شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ١٤٨
أن نتأول كلامه فنقول: إنه ليس يعنى بالخذلان عدم المساعدة في الحرب، بل يعنى بالخذلان هاهنا كل ما أثر في محق الباطل وإزالته، قال الشاعر يصف فرسا:
وهو كالدلو بكف المستقى خذلت عنه العراقي فانجذم أي باينته العراقي، فلما كان كل مؤثر في إزالة شئ مباينا له نقل اللفظ بالاشتراك في الامر العام إليه، ولما كان سعد وعبد الله لم يقوما خطيبين في الناس يعلمانهم باطل معاوية وأصحاب الجمل، ولم يكشفا اللبس والشبهة الداخلة على الناس في حرب هذين الفريقين، ولم يوضحا وجوب طاعة علي عليه السلام فيرد الناس عن اتباع صاحب الجمل وأهل الشام صدق عليهما أنهما لم يخذلا الباطل. ويمكن أن يتأول على وجه آخر، وذلك أنه قد جاء خذلت الوحشية إذا قامت على ولدها، فيكون معنى قوله: (ولم يخذلا الباطل)، أي لم يقيما عليه وينصراه، فترجع هذه اللفظة إلى اللفظة الأولى، وهي قوله: (أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل).
والحارث بن حوط بالحاء المهملة، ويقال: أن الموجود في خط الرضى (ابن خوط) بالخاء المعجمة المضمومة.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383