شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٤٠١
وكان عنبسة بن زياد أكولا نهما، فحدث رجل من ثقيف قال: دعاني عبيد الله الأحمر، فقلت لعنبسة: هل لك يا ذبحة - وكان هذا لقبه - في إتيان الأحمر! فمضينا إليه، فلما رآه عبيد الله رحب به وقال للخباز: ضع بين يدي هذا مثل ما تضع بين يدي أهل المائدة كلهم، فجعل يأتيه بقصعة وأهل المائدة بقصعة، وهو يأتي عليها، ثم أتاه بجدي فأكله كله، ونهض القوم فأكل كل ما تخلف على المائدة، وخرجنا فلقينا خلف ابن عبد الله القطامي، فقال له: يا خلف، أما تغديني يوما؟ فقلت لخلف: ويحك!
لا تجده مثل اليوم. فقال له: ما تشتهى؟ قال: تمرا وسمنا، فانطلق به إلى منزله فجاء بخمس جلال (1) تمرا وجرة سمنا، فأكل الجميع وخرج، فمر برجل يبنى داره ومعه مائة رجل، وقد قدم لهم سمنا وتمرا، فدعاه إلى الاكل معهم، فأكل حتى شكوه إلى صاحب الدار، ثم خرج فمر برجل بين يديه زنبيل فيه خبز أرز يابس بسمسم وهو يبيعه فجعل يساومه ويأكل حتى أتى على الزنبيل، فأعطيت صاحب الزنبيل ثمن خبزه.
وكان ميسرة الرأس أكولا، حكى عنه عند المهدى محمد بن المنصور أنه يأكل كثيرا، فاستدعاه وأحضر فيلا، وجعل يرمى لكل واحد منهما رغيفا حتى أكل كل واحد منهما تسعة وتسعين رغيفا، وامتنع الفيل من تمام المائة، وأكل ميسرة تمام المائة وزاد عليها.
وكان أبو الحسن العلاف والد أبى بكر بن العلاف الشاعر المحدث أكولا دخل يوما على الوزير أبى بكر محمد المهلبي، فأمر الوزير أن يؤخذ حماره فيذبح ويطبخ بماء وملح، ثم قدم له على مائدة الوزير، فأكل وهو يظنه لحم

(1) الجلال: جمع جلة، وهو وعاء التمر يصنع من الخوص.
(٤٠١)
مفاتيح البحث: الأكل (3)، التمر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407