شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٣٦
(٢٥) الأصل:
يا بن آدم إذا رأيت ربك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره.
* * * الشرح:
هذا الكلام تخويف وتحذير من الاستدراج، قال سبحانه: ﴿سنستدرجهم من حيث لا يعلمون﴾ (1)، وذلك لان العبد بغروره يعتقد أن موالاة النعم عليه وهو عاص من باب الرضا عنه، ولا يعلم أنه استدراج له ونقمة عليه.
فإن قلت: كيف يصح القول بالاستدراج على أصولكم في العدل؟ أليس معنى الاستدراج إيهام العبد أنه سبحانه غير ساخط فعله ومعصيته! فهل هذا الاستدراج إلا مفسدة وسبب إلى الاصرار على القبيح!
قلت: إذا كان المكلف عالما بقبح القبيح، أو متمكنا من العلم بقبحه ثم رأى النعم تتوالى عليه وهو مصر على المعصية، كان ترادف تلك النعم كالمنبه له على وجوب الحذر، مثال ذلك من هو في خدمه ملك، وهو عون ذلك الملك في دولته، ويعلم أن الملك قد عرف حاله، ثم يرى نعم الملك مترادفة إليه، فإنه يجب بمقتضى الاحتياط أن يشتد حذره، لأنه يقول: ليست حالي مع الملك حال من يستحق هذه النعم، وما هذه إلا مكيدة وتحتها غائلة، فيجب إذن عليه أن يحذر.

(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407