شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٩٢
الأشياء بموجود، فوجب أن يكون آخرا كذلك، هذا هو مذهب جمهور أصحابنا وجمهور المسلمين.
ثم ذكر أنه يكون وحده سبحانه بلا وقت ولا مكان، ولا حين ولا زمان، وذلك لان المكان اما الجسم الذي يتمكن عليه جسم آخر، أو الجهة، و كلاهما لا وجود له بتقدير عدم الأفلاك وما في حشوها من الأجسام، اما الأول فظاهر، واما الثاني فلان الجهة لا تتحقق الا بتقدير وجود الفلك، لأنها أمر إضافي بالنسبة إليه، فبتقدير عدمه لا يبقى للجهة تحقق أصلا، وهذا هو القول في عدم المكان حينئذ، واما الزمان والوقت والحين فكل هذه الألفاظ تعطى معنى واحدا، ولا وجود لذلك المعنى بتقدير عدم الفلك، لان الزمان هو مقدار حركة الفلك، فإذا قدرنا عدم الفلك فلا حركة ولا زمان.
ثم أوضح عليه السلام ذلك وأكده، فقال: (عدمت عند ذلك الآجال والأوقات، وزالت السنون والساعات)، لان الاجل هو الوقت الذي يحل فيه الدين أو تبطل فيه الحياة، وإذا ثبت انه لا وقت، ثبت انه لا اجل، وكذلك لا سنة ولا ساعة، لأنها أوقات مخصوصة.
ثم عاد عليه السلام إلى ذكر الدنيا، فقال (بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، وبغير امتناع منها كان فناؤها); يعنى انها مسخرة تحت الامر الإلهي.
قال (ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها)، لأنها كانت تكون ممانعة للقديم سبحانه في مراده، وإنما تمانعه في مراده لو كانت قادرة لذاتها، ولو كانت قادرة لذاتها وأرادت البقاء لبقيت.
قوله عليه السلام (لم يتكاءده) بالمد، أي لم يشق عليه; ويجوز لم (يتكأده) بالتشديد والهمزة، واصله من العقبة الكؤود، وهي الشاقة.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317