شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٩٦
الشرح:
الامامية تقول هذه العدة هم الأئمة الأحد عشر من ولده عليه السلام. وغيرهم يقول إنه عنى الابدال الذين هم أولياء الله في الأرض، وقد تقدم منا ذكر القطب والابدال، وأوضحنا ذلك إيضاحا جليا.
قوله عليه السلام (أسماؤهم في السماء معروفة)، أي تعرفها الملائكة المعصومون، أعلمهم الله تعالى بأسمائهم.
وفى الأرض مجهولة، أي عند الأكثرين لاستيلاء الضلال على أكثر البشر.
ثم خرج إلى مخاطبة أصحابه على عادته في ذكر الملاحم والفتن الكائنة في آخر زمان الدنيا فقال لهم توقعوا ما يكون من إدبار أموركم، وانقطاع وصلكم - جمع وصلة - واستعمال صغاركم، أي يتقدم الصغار على الكبار، وهو من علامات الساعة.
قال ذاك حيث يكون احتمال ضربة السيف على المؤمن أقل مشقة من احتمال المشقة في اكتساب درهم حلال، وذلك لان المكاسب تكون قد فسدت واختلطت، وغلب الحرام الحلال فيها.
قوله (ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرا من المعطى)، معناه أن أكثر من يعطى ويتصدق في ذلك الزمان يكون ماله حراما فلا اجر له في التصدق به، ثم أكثرهم يقصد الرياء والسمعة بالصدقة أو لهوى نفسه، أو لخطرة من خطراته، ولا يفعل الحسن لأنه حسن، ولا الواجب لوجوبه، فتكون اليد السفلى خيرا من اليد العليا، عكس ما ورد في الأثر، واما المعطى فإنه يكون فقيرا ذا عيال، لا يلزمه أن يبحث عن المال احرام هو أم حلال! فإذا اخذه ليسد به خلته، ويصرفه في قوت عياله، كان أعظم أجرا ممن أعطاه.
(٩٦)
مفاتيح البحث: الضلال (1)، الرياء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317