شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٠٣
والمقدمات البديهية يستحيل أن تضعف عند الانسان حتى يصير ايمانه جدليا أو تقليديا.
وثانيها قوله عليه السلام (فإذا كانت لكم براءة)، فنقول انه عليه السلام نهى عن البراءة من أحد ما دام حيا، لأنه وإن كان مخطئا في اعتقاده، لكن يجوز أن يعتقد الحق فيما بعد، وإن كان مخطئا في أفعاله، لكن يجوز أن يتوب. فلا تحل البراءة من أحد حتى يموت على أمر; فإذا مات على اعتقاد قبيح أو فعل قبيح جازت البراءة منه، لأنه لم يبق له بعد الموت حاله تنتظر; وينبغي أن تحمل هذه البراءة التي أشار إليها عليه السلام على البراءة المطلقة، لا على كل براءة، لأنا يجوز لنا أن نبرأ من الفاسق وهو حي، ومن الكافر وهو حي، لكن بشرط كونه فاسقا، وبشرط كونه كافرا، فاما من مات ونعلم ما مات عليه فانا نبرأ منه براءة مطلقة غير مشروطة.
وثالثها قوله (والهجرة قائمة على حدها الأول)، فنقول هذا كلام يختص به أمير المؤمنين عليه السلام، وهو من اسرار الوصية، لان الناس يروون عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لا (هجرة بعد الفتح)، فشفع عمه العباس في نعيم بن مسعود الأشجعي أن يستثنيه، فاستثناه وهذه الهجرة التي يشير إليها أمير المؤمنين عليه السلام ليست تلك الهجرة، بل هي الهجرة إلى الامام، قال إنها قائمة على حدها الأول ما دام التكليف باقيا، وهو معنى قوله (ما كان لله تعالى في أهل الأرض حاجة).
وقال الراوندي ما هاهنا نافيه، أي لم يكن لله في أهل الأرض من حاجة، وهذا ليس بصحيح، لأنه ادخال كلام منقطع بين كلامين متصل أحدهما بالآخر.
ثم ذكر انه لا يصح أن يعد الانسان من المهاجرين الا بمعرفة امام زمانه، وهو
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317