شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٨٤
بذاتها، خارجة عن الفلك في الجهة العليا، بينها وبين الفلك بعد، اما غير متناه - على ما يحكى عن ابن الهيصم - أو متناه على ما يذهب إليه أصحابه; وذلك أن هذه القضية وهي قولنا الباري خارج عن الموجودات كلها على هذا التفسير ليست مناقضة للقضية الأولى، وهي قولنا الباري داخل العالم، ليكون القول بخلوه عنهما قولا بخلوه عن النقيضين، الا ترى انه يجوز أن تكون القضيتان كاذبتين معا، بالا يكون الفلك المحيط محتويا عليه، ولا يكون حاصلا في جهة خارج الفلك، ولو كانت القضيتان متناقضتين لما استقام ذلك، وهذا كما تقول زيد في الدار زيد في المسجد، فان هاتين القضيتين ليستا متناقضتين، لجواز الا يكون زيد في الدار، ولا في المسجد، فان هاتين لو تناقضتا لاستحال الخروج عن النقيضين، لكن المتناقض (زيد في الدار، زيد ليس في الدار)، والذي يستشنعه العوام من قولنا (الباري لا داخل العالم ولا خارج العالم) غلط مبنى على اعتقادهم وتصورهم أن القضيتين تتناقضان، وإذا فهم ما ذكرناه بان انه ليس هذا القول بشنيع; بل هو سهل وحق، أيضا فإنه تعالى لا متحيز ولا حال في المتحيز، وما كان كذلك استحال أن يحصل في جهة; لا داخل العالم ولا خارج العالم، و قد ثبت كونه غير متحيز ولا حال في المتحيز، من حيث كان واجب الوجود، فأذن القول بأنه ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج صواب وحق.
وعاشرها: انه تعالى يخبر بلا لسان ولهوات; وذلك لان كونه تعالى مخبرا هو كونه فاعلا للخبر، كما إن كونه ضاربا هو كونه فاعلا للضرب، فكما لا يحتاج في كونه ضاربا إلى أداة وجارحة يضرب بها كذلك لا يحتاج في كونه مخبرا إلى لسان ولهوات يخبر بها.
وحادي عشرها: انه تعالى يسمع بلا حروف وأدوات، وذلك لان الباري سبحانه حي لا آفة به; وكل حي لا آفة به; فواجب أن يسمع المسموعات، ويبصر المبصرات،
(٨٤)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، السجود (2)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317