شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٨٣
الحلول حصول العرض في حيز المحل تبعا لحصول المحل فيه، فما ليس بمتحيز لا يتحقق فيه معنى الحلول، وليس بان يجعل محلا أولى من أن يجعل حالا.
ورابعها: انه لا يوصف بالغيرية والأبعاض، أي ليس له بعض، ولا هو ذو أقسام بعضها غيرا للبعض الاخر، وهذا يرجع إلى البحث الأول.
وخامسها: انه لا حد له ولا نهاية، أي ليس ذا مقدار، ولذلك المقدار طرف ونهاية، لأنه لو كان ذا مقدار لكان جسما، لان المقدار من لوازم الجسمية، وقد ثبت انه تعالى ليس بجسم.
وسادسها: انه لا انقطاع لوجوده، ولا غاية، لأنه لو جاز عليه العدم في المستقبل لكان وجوده الان متوقفا على عدم سبب عدمه، وكل متوقف على الغير فهو ممكن في ذاته، والباري تعالى واجب الوجوب، فاستحال عليه العدم; وأن يكون لوجوده انقطاع، أو ينتهى إلى غاية يعدم عندها.
وسابعها: أن الأشياء لا تحويه فتقله; أي ترفعه، أو تهويه; أي تجعله هاويا إلى جهة تحت، لأنه لو كان كذلك لكان ذا مقدار أصغر من مقدار الشئ الحاوي له، لكن قد بينا انه يستحيل عليه المقادير، فاستحال كونه محويا.
وثامنها: انه ليس يحمله شئ فيميله إلى جانب، أو يعدله بالنسبة إلى جميع الجوانب، لان كل محمول مقدر، وكل مقدر جسم، وقد ثبت انه ليس بجسم.
وتاسعها: انه ليس في الأشياء بوالج، أي داخل. ولا عنها بخارج، هذا مذهب الموحدين; والخلاف فيه مع الكرامية والمجسمة، وينبغي أن يفهم قوله عليه السلام (ولا عنها بخارج) انه لا يريد سلب الولوج، فيكون قد خلا من النقيضين، لان ذلك محال، بل المراد بكونه ليس خارجا عنها انه ليس كما يعتقده كثير من الناس; أن الفلك الأعلى المحيط لا يحتوي عليه; ولكنه ذات موجودة متميزة بنفسها، قائمة
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317