شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٨
بك - لو كان ذلك - رجعت إلى منزلي، فأعرست ببعض نسائك فتبسم عليه السلام، وتتام به وجعه، وهو مع ذلك يدور على نسائه حتى استعز (1) به; وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج بين رجلين من أهله، أحدهما الفضل ابن العباس ورجل آخر، تخط قدماه في الأرض، عاصبا رأسه حتى دخل بيته.
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبه فحدثت عبد الله بن العباس بهذا الحديث فقال:
أتدري من الرجل الاخر قلت: لا، قال علي بن أبي طالب، لكنها كانت لا تقدر أن تذكره بخير وهي تستطيع قالت: ثم غمر (2) رسول الله صلى الله عليه وآله واشتد به الوجع، فقال " أهريقوا على سبع قرب من آبار شتى حتى اخرج إلى الناس، فاعهد إليهم " قالت:
فأقعدته في مخضب لحفصة بنت عمر، وصببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده:
" حسبكم حسبكم ".
قلت: المخضب: المركن (4).
وروى عطاء، عن الفضل بن عباس رحمه الله قال جائني رسول الله صلى الله عليه وآله حين بدا به مرضه، فقال: اخرج، فخرجت إليه، فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال: خذ بيدي، فأخذت بيده حتى جلس على المنبر، ثم قال: ناد في الناس، فصحت فيهم فاجتمعوا إليه فقال: أيها الناس، انى احمد إليكم الله، انه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم; فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه، ومن كنت اخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يقل رجل: انى أخاف الشحناء من قبل رسول الله. الا وان الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شاني، الا وان أحبكم إلى من اخذ منى حقا

(١) استعز به: اشتد عليه وجعه وغلبه على نفسه.
(٢) غمر: اشتد به الوجع.
(٣) تاريخ الطبري ١: ١٨٠٠، 1801.
(4) المركن: الإجانة التي تغسل فيها الثياب.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317