شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٩٣
قال الجاحظ وقد ثبت أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد، كما ثبت على فلا فخر لأحدهما على صاحبه في ذلك اليوم.
* * * قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله اما ثباته يوم أحد فأكثر المؤرخين وأرباب السير ينكرونه، وجمهورهم يروى انه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله الا على وطلحة والزبير، وأبو دجانة، وقد روى عن ابن عباس أنه قال ولهم خامس وهو عبد الله بن مسعود، ومنهم من أثبت سادسا، وهو المقداد بن عمرو، وروى يحيى بن سلمة بن كهيل قال قلت لأبي كم ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد فقال اثنان، قلت من هما قال على وأبو دجانة.
وهب أن أبا بكر ثبت يوم أحد كما يدعيه الجاحظ، أيجوز له أن يقول ثبت كما ثبت على، فلا فخر لأحدهما على الاخر، وهو يعلم آثار علي عليه السلام ذلك اليوم، وانه قتل أصحاب الألوية من بنى عبد الدار، منهم طلحة بن أبي طلحة، الذي رأى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه انه مردف كبشا، فأوله وقال كبش الكتيبة نقتله.
فلما قتله علي عليه السلام مبارزة - وهو أول قتيل قتل من المشركين ذلك اليوم - كبر رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال (هذا كبش الكتيبة).
وما كان منه من المحاماة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد فر الناس وأسلموه، فتصمد له كتيبة من قريش، فيقول (يا علي، اكفني هذه) فيحمل عليها فيهزمها، ويقتل عميدها، حتى سمع المسلمون والمشركون صوتا من قبل السماء.
لا سيف الا ذو الفقار * ولا فتى الا علي وحتى قال النبي صلى الله عليه وآله عن جبرائيل ما قال.
أتكون هذه آثاره وأفعاله، ثم يقول الجاحظ لا فخر لأحدهما على صاحبه.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317