شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٦
فقام ورفع يديه وكبر، وقام الغلام إلى جانبه، وقامت المرأة خلفهما، فرفعت يديها، وكبرت، فأطال القنوت، ثم ركع وركع الغلام والمرأة، ثم رفع رأسه فأطال، ورفع الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع، فلما رأينا شيئا ننكره، لا نعرفه بمكة، أقبلنا على العباس، فقلنا يا أبا الفضل، إن هذا الدين ما كنا نعرفه فيكم، قال اجل والله، قلنا فمن هذا قال هذا ابن أخي، هذا محمد بن عبد الله، وهذا الغلام ابن أخي أيضا، هذا علي بن أبي طالب ، وهذه المرأة زوجة محمد، هذه خديجة بنت خويلد، والله ما على وجه الأرض أحد يدين بهذا الدين، الا هؤلاء الثلاثة.
ومن حديث موسى بن داود، عن خالد بن نافع، عن عفيف بن قيس الكندي، وقد رواه عن عفيف أيضا، مالك بن إسماعيل النهدي والحسن بن عنبسة الوراق وإبراهيم ابن محمد بن ميمونة، قالوا جميعا حدثنا سعيد بن جشم، عن أسد بن عبد الله البجلي، عن يحيى بن عفيف بن قيس، عن أبيه، قال كنت في الجاهلية عطارا، فقدمت مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فبينا انا جالس عنده، انظر إلى الكعبة، وقد تحلقت الشمس في السماء، اقبل شاب كان في وجهه القمر، حتى رمى ببصره إلى السماء، فنظر إلى الشمس ساعة، ثم اقبل حتى دنا من الكعبة، فصف قدميه يصلى، فخرج على اثره فتى كأن وجهه صفيحة يمانية، فقام عن يمينه، فجاءت امرأة متلففة في ثيابها، فقامت خلفهما، فأهوى الشاب راكعا، فركعا معه، ثم أهوى إلى الأرض ساجدا، فسجدا معه، فقلت للعباس يا أبا الفضل أمر عظيم فقال أمر والله عظيم أتدري من هذا الشاب قلت لا، قال هذا ابن أخي، هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، أتدري من هذا الفتى قلت لا، قال هذا ابن أخي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، أتدري من المرأة قلت لا، قال هذه ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى، هذه خديجة زوج محمد هذا (1)، وأن محمدا هذا يذكر أن إلهه إله السماء والأرض، وأمره بهذا الدين فهو عليه كما ترى،

(1) ا: (زوج هذا).
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317