شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٥
على كل مسلم، بقوله تعالى ﴿ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان﴾ (1) فكل من أسلم بعد على فهو يستغفر لعلى عليه السلام.
وروى سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال السباق ثلاثة سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب (يس) إلى عيسى، وسبق علي بن أبي طالب إلى محمد عليه وعليهم السلام.
فهذا قول ابن عباس في سبق علي عليه السلام إلى الاسلام، وهو أثبت من حديث الشعبي وأشهر، على أنه قد روى عن الشعبي خلاف ذلك من حديث أبي بكر الهذلي وداود بن أبي هند عن الشعبي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام (هذا أول من آمن بي وصدقني وصلى معي).
قال فاما الأخبار الواردة بسبقه إلى الاسلام المذكورة في الكتب الصحاح والأسانيد الموثوق بها، فمنها ما روى شريك بن عبد الله، عن سليمان بن المغيرة، عن زيد ابن وهب، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال أول شئ علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله انى قدمت مكة مع عمومة لي وناس من قومي، وكان من أنفسنا شراء عطر، فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه، وهو جالس إلى زمزم، فبينا نحن عنده جلوسا، إذ اقبل رجل من باب الصفا، وعليه ثوبان أبيضان، وله وفرة إلى انصاف اذنيه جعدة، أشم أقنى، أدعج العينين، كث اللحية، براق الثنايا، أبيض تعلوه حمرة، كأنه القمر ليلة البدر، وعلى يمينه غلام مراهق أو محتلم، حسن الوجه، تقفوهم امرأة، قد سترت محاسنها، حتى قصدوا نحو الحجر، فاستلمه واستلمه الغلام، ثم استلمته المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا، والغلام والمرأة يطوفان معه، ثم استقبل الحجر،

(١) سورة الحشر ١٠.
(2) د: (فأرشدونا).
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317