شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢١٤
الشرح:
الملا الجماعة ولا تفيئون لا ترجعون ومن يطرح في القليب، كعتبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس وعمرو بن هشام بن المغيرة، المكنى أبا جهل وغيرهم، طرحوا في قليب بدر بعد انقضاء الحرب، ومن يحزب الأحزاب، أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية.
والقصف والقصيف الصوت. وسيماهم علامتهم ومثله (سيمياء).
ومعنى قوله عليه السلام (قلوبهم في الجنان، وأجسادهم في العمل)، أن قلوبهم ملتذة بمعرفة الله تعالى وأجسادهم نصبة بالعبادة.
واما أمر الشجرة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وآله، فالحديث الوارد فيها كثير مستفيض، قد ذكره المحدثون في كتبهم، وذكره المتكلمون في معجزات الرسول صلى الله عليه وآله، والأكثرون رووا الخبر فيها على الوضع الذي جاء في خطبة أمير المؤمنين، ومنهم من يروى ذلك مختصرا انه دعا شجرة فأقبلت تخد إليه الأرض خدا.
وقد ذكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة حديث الشجرة، ورواه أيضا محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة والمغازي على وجه آخر، قال محمد بن إسحاق كان ركانة (1) بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف أشد قريش كلها، فخلا يوما برسول الله صلى الله عليه وآله في بعض شعاب مكة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا ركانة، تتقى الله، وتقبل ما أدعوك إليه قال لو اعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك، قال أفرأيت إن صرعتك، أتعلم أن ما أقول لك حق قال نعم، قال فقم حتى أصارعك، فقام ركانة، فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وآله اضجعه لا يملك من نفسه شيئا، فقال عد يا محمد، فعاد فصرعه، فقال يا محمد، إن هذا لعجب حين تصرعني (2)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله واعجب من ذلك إن شئت أريتكه، إن اتقيت الله، واتبعت أمري،

(1) كذا ضبطه صاحب الاشتقاق 78، بضم الراء.
(2) ب: (حتى)، تصحيف، وفي ابن هشام: (أتصرعني).
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317