الشرح:
الملا الجماعة ولا تفيئون لا ترجعون ومن يطرح في القليب، كعتبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس وعمرو بن هشام بن المغيرة، المكنى أبا جهل وغيرهم، طرحوا في قليب بدر بعد انقضاء الحرب، ومن يحزب الأحزاب، أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية.
والقصف والقصيف الصوت. وسيماهم علامتهم ومثله (سيمياء).
ومعنى قوله عليه السلام (قلوبهم في الجنان، وأجسادهم في العمل)، أن قلوبهم ملتذة بمعرفة الله تعالى وأجسادهم نصبة بالعبادة.
واما أمر الشجرة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وآله، فالحديث الوارد فيها كثير مستفيض، قد ذكره المحدثون في كتبهم، وذكره المتكلمون في معجزات الرسول صلى الله عليه وآله، والأكثرون رووا الخبر فيها على الوضع الذي جاء في خطبة أمير المؤمنين، ومنهم من يروى ذلك مختصرا انه دعا شجرة فأقبلت تخد إليه الأرض خدا.
وقد ذكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة حديث الشجرة، ورواه أيضا محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة والمغازي على وجه آخر، قال محمد بن إسحاق كان ركانة (1) بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف أشد قريش كلها، فخلا يوما برسول الله صلى الله عليه وآله في بعض شعاب مكة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا ركانة، تتقى الله، وتقبل ما أدعوك إليه قال لو اعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك، قال أفرأيت إن صرعتك، أتعلم أن ما أقول لك حق قال نعم، قال فقم حتى أصارعك، فقام ركانة، فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وآله اضجعه لا يملك من نفسه شيئا، فقال عد يا محمد، فعاد فصرعه، فقال يا محمد، إن هذا لعجب حين تصرعني (2)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله واعجب من ذلك إن شئت أريتكه، إن اتقيت الله، واتبعت أمري،