شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٤
كالقبلة المنصوبة في الشهرة، وكالسنن المحفوظة في الكثرة، لم يصل إلينا منها في دهرنا حرف واحد، إذا كان الامر كما وصفناه.
قال فاما ما احتج به الجاحظ بامامة أبى بكر، بكونه أول الناس اسلاما، فلو كان هذا احتجاجا صحيحا، لاحتج به أبو بكر يوم السقيفة، وما رأيناه صنع ذلك لأنه اخذ بيد عمر ويد أبى عبيده بن الجراح، وقال للناس قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا منهما من شئتم، ولو كان هذا احتجاجا صحيحا لما قال عمر كانت بيعه أبى بكر فلتة وقى الله شرها، ولو كان احتجاجا صحيحا لادعى واحد من الناس لأبي بكر الإمامة في عصره أو بعد عصره، بكونه سبق إلى الاسلام، وما عرفنا أحدا ادعى له ذلك، على أن جمهور المحدثين لم يذكروا أن أبا بكر أسلم الا بعد عدة من الرجال، منهم على ابن أبي طالب، وجعفر أخوه، وزيد بن حارثة، وأبو ذر الغفاري، وعمرو بن عنبسة السلمي، وخالد بن سعيد بن العاص، وخباب بن الأرت، وإذا تأملنا الروايات الصحيحة، والأسانيد القوية والوثيقة، وجدناها كلها ناطقة بان عليا عليه السلام أول من أسلم.
فاما الرواية عن ابن عباس أن أبا بكر أولهم اسلاما فقد روى عن ابن عباس خلاف ذلك، بأكثر مما رووا وأشهر، فمن ذلك ما رواه يحيى بن حماد، عن أبي عوانه وسعيد ابن عيسى، عن أبي داود الطيالسي، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، أنه قال أول من صلى من الرجال علي عليه السلام.
وروى الحسن البصري، قال حدثنا عيسى بن راشد، عن أبي بصير عن عكرمة، عن ابن عباس، قال فرض الله تعالى الاستغفار لعلى عليه السلام في القرآن
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317